جديد.. تفرض بعض الأسماء نفسها على الوسط الرياضى عامة.. والكروى خاصة.. وعندما تكون تلك الأسماء كبيرة وشهيرة.. يزداد بريقها أمام الأضواء التى تسلط عليها.. بعضها سيكون سببا فى تغيير اتجاه الدرع هذا الموسم!! مثلما كان بعضهم سببا فى اتجاه الدرع زمان!!
•ولنبدأ بأيام الخطيب وهو الاسم الأشهر والأكبر والأعلي, وارتبط الاسم بالصفة.. التى هى الصراحة والصدق والشخصية الرائعة, وتقوى الله وهذا هو الأهم.
عرفت الخطيب منذ أن كان لاعبا فى الأهلي.. ونجما فوق العادة, وهدافا منفردا, اسمه كان الأشهر فى كل أفريقيا, وما من رحلة سافرناها مع الأهلى أو المنتخب إلا وكان الخطيب فى بؤرة الاهتمام من الجماهير السمراء.. حتى بعد تفرغه للعمل الإدارى فى اتحاد الكرة ثم الأهلي, ظل الخطيب شخصية متفردة, أجمل ما فيها الثقة بالله وبقضائه وقدره.. وها هو يمر بأزمة صحية يقف أمامها بثقة المؤمن, وبروح الهداف الواثق المتأكد أنه هو الذى سيسجل الهدف.. ليخرج فائزا من المباراة مع المرض!! ونحن جميعا سنجلس فى المدرجات كالعادة نصفق للخطيب بالموسيقى التى كان يحبها ويحلم بها منذ أن كان لاعبا.. لنقول له بالسلامة يا بيبو, يا رجل.. يا صاحب الأخلاق.. الأهلى وجماهيره وعشاق الكرة المصرية فى انتظارك!!
•عرفت حلمى طولان منذ زمن بعيد, وأجمل ما فى تلك العلاقة.. أنها واضحة, وتسير بمبدأ أبيض أو أسود, أى أنها علاقة شديدة الخصوصية, تعيش بجناحين.. الصداقة.. والعشم المصحوب بالهجوم حسب مبدأنا المشترك.. وكم من مرة ضحكنا, وكثير من المرات قسونا على بعضنا البعض.. وهذه هى أجمل سمات الحياة التى يعيشها الإنسان بطبيعته.
وأقف اليوم أمام هجوم الزملكاوية.. على حلمى طولان الذى رفض الاستغناء عن رضا العزب من الشرطة, الزملكاوية يتعاملون مع طولان أنه واحد من أبناء الزمالك وليس مسئولا عن فريق آخر.
.. يطالبون حلمى بتدعيم الزمالك حتى ولو كان على حساب نفسه وفريقه, وهذا مبدأ خطأ.. لأن هذا يعنى أن الزمالك سيطالب أبنائه من مدربى الفرق الأخرى عدم الفوز على الزمالك مثل طولان وطه بصرى وجعفر.. وهو مبدأ خاطيء.. لأن ابن الزمالك سيحب بيته وناديه الأول.. لكن ليس على حساب أخلاقه ودينه ومبدأه, وثقة ناديه الذى يدربه الآن!!
طولان رفض الاستغناء عن رضا العزب.. وأنا أحييه على القرار, فلو تركه لاتهمه الكثيرون بمجاملة الزمالك.لاسيكا وان الشرطة ينافس فى المربع الذهبي!
.. ولو استغنى عنه قد يتهمه نادى الشرطة بالتواطؤ.. لكن رغم ذلك لو كان طولان ليس فى حاجة للاعب كان سيستغنى عنه فعلا, وإن لم يكن فريق الشرطة يقف على قدم ثابتة فى الدوري.. لترك طولان اللاعب!! المهم غضب الزملكاوية ليس له مبرر, لأن المدرب - أى مدرب - حر فى التمسك بلاعبه مادام يعتمد عليه ويزيد الفريق قوة.
عفوا.. مجلس الزمالك.. طولان هزمكم فى الدوري.. ويبدو أنكم "شايلينهاله".. وما قصة رضا العزب إلا تعبير وتنفيس عن غضب مكبوت!!
•لفت نظرى لاعب الزمالك رزاق الذى يشبه القطار المجرى الحديث, السريع المنطلق, اللاعب يتقدم من لقاء لآخر, ويزداد بريقا حتى سجل هدفى الزمالك فى الاتحاد.. أقارن بين رزاق الذى أخذ الفرصة وأمسك بها, وبين جونيور "التايواني" الذى قالوا إنه برازيلي, حصل جونيور على العديد من الفرص ويفشل فى الاستفادة منها حتى أصبح عالة على الأهلي, ومصدر تشاؤم لجماهيره, فعلا الدنيا حظوظ واستفاد منها رزاق.. لكن جونيور لا يقتنع بالفرص الكثيرة أو بمبدأ "ادينى فرصة وارمينى فى البحر"!!
*طارق العشرى المدير الفنى للحرس تولى المسئولية فى نفس الفريق بعد أن كان مدربا عاما
مع حلمى طولان, اهتز أداء الفريق فى بداية تولى العشري.. ثم سرعان أن وقف على قدمين ثابتتين, ثم تزين بالكأس وأصبح واحدا من الفرق الأبطال, والآن يجلس الفريق متربعا على القمة فى الدوري, تاركا الأهلى والزمالك خلفه يلهثان للحاق به!!
والحدود من الفرق التى تقدم أداء مميزا هذا الموسم, ويملك عناصر أجاد العشرى توظيفها, حتى عرفت طريق الفوز واستطعمت الانتصار.. فما أحلى الجلوس فوق القمة مغردا منفردا, ولو أكمل العشرى تلك المسيرة وفاز بالدرع.. سيصبح واحدا من المدربين القلائل فى مصر وربما الأوحد الذى حقق الكأس والدورى لفريق واحد ليس الأهلى أو الزمالك!!
•الاتحاد السكندرى يرقص على السلم فى منطقة الوسط يقدم أحيانا كرة جميلة, وتارة أخرى ينزل ويسقط ويتراجع, الحجة أن الإصابات كثيرة وهذه حجة البليد التى يتحجج بها المدربون واللاعبون, والإصابات الكثيرة مسئولية الجهاز فى المقام الأول, ورغم هزيمة الاتحاد من الزمالك.. لكنه قدم عرضا طيبا.
.. والأجمل منه نجاح محاولات عفت السادات رئيس النادى فى الحصول على الارض الجديدة التى ستمثل طفرة ونقلة حضارية للنادى فى الألفية الجديدة!!
*التوأم حسام وابراهيم حسن.. حالة خاصة فى الكرة المصرية, يلعبان مع المصرى بطريقة رايح.. جاي, أى أنهما ذهبا للمصرى كلاعبين ثم كجهاز تدريب قبل الرحيل للزمالك ثم العودة من جديد.
وللتوأم علاقة خاصة مع جماهير بورسعيد التى تملك علاقة حب "متطرف" مع اللاعبين والاجهزة الفنية, والشيء الوحيد الذى يحكم تلك العلاقة.. هو الفوز فقط, لأن أبناء بورسعيد يرفضون الخسارة, وهى طبيعة تعود على الخروج منتصرا من كل الحروب التى خاضها.
وتضافرت روح البورسعيدية مع روح الإصرار والتحدى المزروعة فى جوف حسام وابراهيم, فظهر التوافق من البداية, لكن مهما كان التقارب فهو لا يحكم النواحى العاطفية والسلوك الاندفاعى لجماهير بورسعيد التى لم تترك مدربا فى تاريخ النادى بعد الخسارة.. إلا بالهجوم القاسي.
.. لذا.. أطالب حسام وابراهيم بالتريث قليلا فى التعامل مع جماهير بورسعيد التى تموت حبا فى المصري!!
•وعلى درب المصرى يسير الاسماعيلي, ربما لأن جينات الحب الكروى فى محافظات خط القناة.. شديدة الفاعلية, فجماهير الدراويش تشعر أنها تملك افضل المهارات الكروية وأن الاسماعيلى هو مدرسة الفن الحقيقى فى الملاعب المصرية, لذلك تتحمس كثيرا لفريقها وترفض ولا تقبل ابدا الهزيمة التى تكون دائما وبالا على الجهاز الفنى واللاعبين ولولا ان جماهير الدراويش يعرفون جيدا ان محمود جابر ابن الاسماعيلى هو الابن المخلص والمحب لفريقه ويتفانى فى النهوض به, ما صبروا عليه.. والاسماعيلى بما يملك الآن من كفاءات.. سيكون له شأن كبير فى الفترة القادمة, لكن المهم ان تقف الجماهير خلف الجهاز الفنى لأن كل الفرق مهددة بالخسارة, لكن المهم المحصلة النهائية والحساب الختامي!!
•الزمالك يملك الآن افضل حارس مرمي!! ذهب عصام الحضرى وخرج من الملاعب المصرية ليفتح الطريق امام عبدالواحد السيد ليتألق ويبدع ويصبح واحدا ممن نشير إليهم بالتألق.
.. عبدالواحد هو مفتاح السر وكلمة الامان فى الزمالك الآن.. هو سبب فوز الزمالك وجمع النقاط, واتذكر يوم ان كان جمهور الزمالك يهاجمه على الفاضى والمليان رغم ان وحيد لم يتغير, كل ما كان يطلبه فقط الثقة فى النفس, وتبادل تلك الثقة مع اللاعبين خاصة من المدافعين, ومع الجماهير البيضاء التى شعرت الآن ان عبدالواحد اصبح مفتاح الامان وكلمة السر للوصول إلى قمة الدورى واسترجاع اللقب من جديد!!