Admin Admin
عدد الرسائل : 756
| موضوع: صلاح عبد الصبور الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:21 am | |
| في كل مساء، حين تدق الساعة نصف الليل، وتذوي الأصوات أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي و أنادم ظلي فوق الحائط أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب أجدل حبلا من زهوي وضياعي لأعلقه في سقف الليل الأزرق أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية أتعانق و الدنيا في منتصف الليل. حين تدق الساعة دقتها الأولى تبدأ رحلتي الليلية أتخير ركنا من أركان الأرض الستة كي أنفذ منه غريباً مجهولاً يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان يتحول جسمي دخان ونداوه ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة تخفيها تحت سراويل العشاق. و في أذرعة الأغصان أتفتت أحياناً موسيقى سحرية هائمة في أنحاء الوديان أتحول حين يتم تمامي -زمناً تتنقل فيه نجوم الليل تتجول دقات الساعات كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي وتخرج منه الشمس اللهبية وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها تلقي نوراً يكشف عريي تتخلع عن عورتي النجمات أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي، إذ تنقطع حبالي الليلة يلقي بي في مخزن عاديات كي أتأمل بعيون مرتبكة من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات. | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 756
| موضوع: رد: صلاح عبد الصبور الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:21 am | |
| كانت تنام في سريري ، والصباح منكب كأنه وشاح من رأسها لردفها وقطرة من مطر الخريف ترقد في ظلال جفنها و النفس المستعجل الحفيف يشهق في حلمتها وقفت قربها، أحبها، أرقبها، أشمها النبض نبض وثني والروح روح صوفي، سليب البدن أقول ، يا نفسي، رآك الله عطشى حين بل غربتك جائعة فقوتك تائهة فمد خيط نجمة يضيء لك يا جسمها الأبيض قل : أأنت صوت؟ فقد تحاورنا كثيراً في المساء يا جسمها الأبيض قل: أأنت خضرة منوّرة؟ يا كم تجولت سعيدا في حدائقك يا جسمها الأبيض قل : أأنت خمرة؟ فقد نهلت من حواف مرمرك سقايتي من المدام و الحباب و الزبد يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة تبارك الله الذي قد أبدعك و أحمد الله الذي ذات مساء على جفوني وضعك لما رأينا الشمس في مفارق الطرق مدت ذراعيها الجميلتين مدت ذراعيها المخيفتين ونقرت أصابع المدينة المدببه على زجاج عشنا، كأنها تدفعنا تذهب ، أين ؟ تشابكت أكفّنا ، واعتنقت أصابع اليدين تعانقت شفاهنا، وافترقت في قبلة بليلة منهومه تفرقت خطواتنا، وانكفأت على السلالم القديمه ثم نزلنا للطريق واجمين لما دخلنا في مواكب البشر المسرعين الخطو نحو الخبز و المئونه المسرعين الخطو نحو الموت في جبهة الطريق ، انفلتت ذراعها في نصفه، تباعدت، فرّقنا مستعجل يشد طفلته في آخر الطريق تقت - ما استطعت - لو رأيت ما لون عينيها وحين شارفنا ذرى الميدان غمغمت بدون صوت كأنها تسألني .. من أنت ؟ | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 756
| موضوع: رد: صلاح عبد الصبور الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:22 am | |
| جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار نغم كالنار نغم يقلع من قلبي السكينه نغم يورق في روحي أدغالاً حزينه بيننا يا جارتي بحر عميق بيننا بحر من العجز رهيب وعميق و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه بيننا يا جارتي سبع صحارى و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير و تذودين عن النفس السآمه بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير (أشرقي يا فتنتي) (مولاي !!) ( أشواقي رمت بي ) (آه لا تقسم على حبي بوجه القمر ذلك الخداع في كل مساء يكتسب وجهاً جديد .. جارتي ! لست أميراً لا ، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير سأريك العجب المعجب في شمس النهار أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما وبخديك من النعمة تفاح وسكر فاضحكي يا جارتي للتعساء نغّمي صوتك في كل فضاء و إذا يولد في العتمة مصباح فريد فاذكريني .. زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء ورفاقي الطيبين ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسم ووديعين كأفراخ حمامه وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد | |
|